عاجلمقالات وأراء

كيف جسد الرسول ( ص ) مع زوجاته معنى قوامة المسئولية.بقلم الداعية منال المسلاوي

g( 1 )

كيف جسد الرسول ( ص ) مع زوجاته معنى قوامة المسئولية لا قوامة القهر و الإستعلاء وكيف كان ( ص ) قدورة فى إعطاء القبول غير المشروط لزوجاته أمهات المؤمنين رضى الله عنهن و أرضاهن .

الأهداف المطلوب تحقيقها من الدرس :
1 – تعريف معنى القوامة .
2 _ تصحيح المفهوم الخاطىء للقوامة لدى الكثير من الناس .
3 _ القوامة شرف و ليست تكليف .
4 _ القوامة الزوجية إنما هي للرجل، وليست للمرأة بنص القرآن الكريم .
5 – أن الشبه والافتراءات الذي يثيرها أعداء الإسلام، إنما هي من العداوة والبغضاء المتأصلة في نفوسهم .
6 – أن وظيفة القوامة لا تعني تسلط الرجل، كما لا تعني سلب حقوق المرأة أو تهميش رأيها ووجودها .
العناصر :
1 – المقدمة .
2 – معنى القوامة .
3– ضوابط القوامة .
4 – هل تعنى القوامة إلغاء شخصية المرأة .
5 _ ردود أفعال النساء تجاه القوامة :
6 – مشاهد من تجسيد الرسول ( ص ) للقوامة مع زوجاته .
7 – الخاتمة .
1 – المقدمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى جعل النساء شقائق الرجال فى معظم الأحوال وللرجال عليهن درجة فى بعض الخصال و سوى بينهم فى الحلال و الحرام و الثواب و العقاب .

و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل فى كتابه العزير : ( و لهن مثل الذى عليهن بالمعروف و للرجال عليهن درجة ) أية 228 البقرة .
و نشهد أن محمدا” عبده و رسوله القائل عليه أفضل الصلاة و خير السلام : ( النساء شقائق الرجال ) .

2 – معنى القوامة .

قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله و اللآتى تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا” إن الله كان عليا” كبيرا” ) أية 34 النساء .

الإطار القرأنى و النبوى الذى يسوى بين الرجال والنساء فى قبول الإيمان و الأعمال يوجب أن نفهم منه وفى ضوئه الدرجة التى ذكرها القرأن فى سياق التسوية بين الرجال و النساء فى الحقوق و الواجبات فى قوله تعالى : ( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف و للرجال عليهن درجة ) الأية 228 البقرة .
درجة القوامة التى أعطاها الله للرجل فى حياة الزوجية و المذكورة فى قوله تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم ) الأية 34 النساء .

وكان المفسرين القدامى يفسروا إعطاء القوامة للرجل على المرأة فى الأسرة بتفضيل الرجل على المرأة مطلقا”و الرجال على النساء جميعا” .

وتفضيل الله عز وجل الرجال على النساء حاصل من وجوه كثيرة منها قدرة الرجال على الأعمال الشاقة و أن منهم الأنبياء و العلماء و منهم الإمامة و الجهاد و الأذان و الخطبة و الشهادة فى الحدود بالإضافة لحصول التفضيل فى قوله تعالى ( وبما أنفقوا من أموالهم ) .
بمعنى أن الرجل افضل من المرأة لأنه يعطيها المهر و ينفق عليها .

و من هذا يتضح أنه جعلت القوامة على المرأة لثلاثة أشياء :
==================================
1- كمال العقل و التمييز .

2 – كمال الدين و قد بين النبى ( ص ) فى الحديث الصحيح : ( ما رأيت من ناقصات عقل و دين أسلب للب الرجل الحازم منكن قلن و ما ذاك يا رسول الله ؟ قال أليس إحداكن تمكث الليل لا تصلى و لا تصوم فذالك من نقصان دينها و شهادة إحداكن على النصف من شهادة الرجل فذالك من نقصان عقلها و قد نص الله سبحانه و تعالى بذالك فقال ( أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) أية 282 البقرة .
وتكون شهادة المرأة نصف شهادة الرجل لآن إحتكاكها بالتجارة و الديون أقل من إحتكاك الرجل فيعرض لها النسيان لنقص الخبرة و تقع شهادة المرأة كاملة فى المجالات الخاصة بها كالولادة و الرضاعة لزيادة معرفتها فيها عن معرفة الرجل بل قد لا تكون له معرفة أصلا” فلا تقبل له شهادة .

3 – بذل المال من الصداق و الإنفاق لقوله تعالى : ( وءاتوا النساء صدقاتهن نحلة ) أية 4 النساء .
إن العائلة وحدة اجتماعية صغيرة،لا بد لها من قائد يديرها،وقائم بشؤونها،وحريص عليها،وكفؤ في ادارتها،وناجح في استقامتها،ومحقق مسؤولياتها اللازمة وبصورة دائمة, وبلا تقصير ولا قصور ولا اخفاقات.

-فهل تكون هذه القيادة العائلية للرجل أم للمرأة ؟،أم يشترك الرجل والمرأة معاً في قيادتها؟

-واذا اشترك الزوجان في قيادة القوّامة العائلية،عندئذ لا يكون(للقوّامة) معنى ولا مفهوم واضح, ولا مغزى ولا دلالة.

لأن(القوّامة)لابد لها من شخص واحد كفؤ يديرها بنجاح.
-فلا بد أن يستقل الرجل أو المراة بالقوّامة،ويكون رئيسا للعائلة،بينما يكون الآخر بمثابة المعاون له،ويعمل تحت اشراف الرئيس القوّام باحترام. فتكون(القوّامة)ليست ثابتة للرجل،ولا حكراً عليه ,اذا لم يوف حقّها،بل هي حالة منافسة وتسابق بين الطرفين،فاستحق الرجل(القوّامة)لمؤهلاته على المرأة،وللقوّامة تكاليف تحمل الرجل مسؤوليتها لتعيش المرأة في كنفه سعيدة،وهذا ما دلت عليه آيات مباركات أخريات. _يصرّح القرآن الكريم في سياق الآية ،بأن مقام (القوّامة) والقيادة للعائلة لا بد أن تعطى للرجل.
-وليس معنى القوّامة:هو الاستبداد والتسلّط والاجحاف والعدوان والطغيان, والغاء دور الآخر وقهره وقمعه وسلب حقوقه الانسانية.
-والمقصود بالقوّامة:ان تكون القيادة واحدة في العائلة،ومنظمة وحكيمة،ولها نظام داخلي معتمد،وهي الوحيدة التي تتحمل مسؤولياتها المختلفة،ويكون الطرف الآخر وهي الزوجة(مرآة)عاكسة له،تعطيه الصورة الصحيحة لما يحصل بغيابه،وهي تقوم بدور مهم يشبه مبدأ (الشورى) وتلاحم الأفكار بين الزوجين الكفوأين.

3– ضوابط القوامة .

الضابط الأول: أداء الزوج لواجباته : –

أ – المهر :
وهو المال الواجب للمرأة على الرجل بالنكاح أو الوطء و قد قال تعالى : ( وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ) أية 4 النساء .
و قد أجمع علماء المسلمين على وجوب المهر وهذا المهر حق للمرأة أثبته الشارع لها توثيقاً لعقد الزواج الذي هو أخطر العقود، وتأكيداً على مكانة المرأة، وشرفها، ودليلاً على صدق رغبة الرجل في الارتباط بها حيث بذل لها المال الذي هو عزيز على النفس، ولا يبذل إلا فيما هو عزيز، كما إنه سبب
لديمومة النكاح و إستمراره .
كما أن من معقولية تسمية المهر فى عقد الزواج صيانة المراة و تكريمها لأنه لو أبيح الزواج بدون مهر لآدى ذالك لإمتهان النساء و الحط من أقدارهن و الرجل دائما” يحرص على الشىء الذى يتعب فى سبيل الحصول عليه أما الشىء السهل الرخيص فلا قيمة له عند الرجل .

ب – النفقة :
بمجرد تمام عقد الزواج وتمكن الزوج من الاستمتاع بالزوجة يلزم الزوج الإنفاق على زوجته، وتوفير ما تحتاجه من مسكن وملبس، قال تعالى: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة: من الآية233)، وقال صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف .
و قد أجمع العلماء على وجوب إنفاق الزوج على الزوجة .

ولا شك أن إنفاق الرجل على زوجته من أعظم أسباب استقرار الأسرة واستدامة الزواج، كما إنه دليل على علو مكانة المرأة ورفيع منزلتها .
لكن ينبغي أن يعلم أن النفقة على الزوجة والأولاد يكون بقدر كفايتهم وأن ذلك بالمعروف، دليل ذلك قوله تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا ءاتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا” ) أية 7 الطلاق .
ولما جاءت هند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: “يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي. قال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف” وهذا الحديث كما يدل على وجوب النفقة وكونها بقدر الكفاية بالمعروف فهو يدل أيضاً على جواز أخذ الزوجة من مال
زوجها بغير علمه إذا لم يعطها ما يكفيها .

ج – المعاشرة بالمعروف :
إن من حق المرأة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف لقوله تعالى: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) (النساء: من الآية19)، ولا شك أن المعاشرة لفظ عام يشمل جميع جوانب الحياة الأسرية، والتعاملات الزوجية التي تقع بين الزوجين، وبناء عليه فإن الزوج مطالب بأن يحسن إلى زوجته من جهة تحسين الحديث، والتأدب معها، وعدم تحميلها ما لا تطيق، ومن جهة التجمل لها ومراعاة ما يدخل السرور
عليها و التجاوز عما قد يبدر منها مما يكدر الصفو
قال القرطبي في قوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) أي: على ما أمر الله به من حسن المعاشرة، والمراد بهذا الأمر في الأغلب الأزواج؛ وذلك توفية حقها من المهر والنفقة، وألا يعبس في وجهها بغير ذنب، وأن يكون منطلقاً في القول لا فظاً ولا غليظاً ولا مظهراً ميلاً إلى غيرها… فأمر الله سبحانه بحسن صحبة النساء إذا عقدوا عليهنّ لتكون أُدْمَة بينهم وصحبتهم على الكمال، فإنه أهدأ للنفس
و أهنأ للعيش و هذا واجب على الزوج .
وقال ابن عباس رضي الله عنه: “إني أحب أن أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي”.
وقال ابن كثير في قوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) “أي طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة: من الآية228)،
الضابط الثاني: العدل والإنصاف في استخدام هذه الوظيفة : –

إن قوامة الرجل إنما هي وظيفة شرعية جعلها الشارع للرجل، ومن ثم فإن على الرجل مراعاة تعامله منصف عند مباشرة تلك الوظيفة، بأن يكون عادلاً في معاملته لزوجته مراعياً حقوقهاً وواجباته ومما يؤسف له ، أن الكثير من الرجال يستخدمون وظيفة القوامة على أنها سيف مسلط على المرأة وكأنه لا يحفظ من القرآن الكريم سوى آية القوامة وينسى أو يتناسى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذر الأزواج ظلم زوجاتهم ، وتبين لهم حرمة الاعتداء على النساء سواءٌ أكان مادياً أم معنوياً وهذا مما جعل الكثير من أعداء الإسلام يتمسكون بمثل هذه القضايا لتشويه صورة الإسلام والمسلمين
إن وظيفة القوامة تعني مسؤولية الزوج عن إدارة دفة سفينة العائلة،شؤون البيت ومراعاة أفراده، وعلى رأسهم الزوجة التي وصفها النبي صلى الله عليه و سلم بأنها خير متاع الدنيا، وليس للزوج الحق مطلقاً في استغلال هذه الوظيفة .
4 – هل تعنى القوامة إلغاء شخصية المرأة : –

قال سيد قطب ـ رحمه الله ـ: “ينبغي أن نقول: إنَّ هذه القوامة ليس من شأنها إلغاء شخصية المرأة في البيت ولا في المجتمع الإنساني، ولا إلغاء وضعها المدني.. وإنَّما هي وظيفة داخل كيان الأسرة لإدارة هذه المؤسسة الخطيرة، وصيانتها وحمايتها، ووجود القيم في مؤسسة ما لا يلغي وجود ولا شخصية ولا حقوق الشركاء فيها، والعاملين في وظائفها، فقد حدَّد الإسلام في مواضع أخرى صفة قوامة الرجل وما يصاحبها من عطف ورعاية وصيانة وحماية، وتكاليف في نفسه وماله، وآداب في
سلوكه مع زوجه و عياله .

5 _ ردود أفعال النساء تجاه القوامة : –

قوله تعالى:(فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)،(واللآتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن..)النساء/34
-يبين القرآن الكريم بهذه الآيات البليغات،حال النساء عامة،ومقدار استجابتهن لحكم(القوّامة)المبالغة بقيادة الرجال وقد ذكر الله عز وجل:إنهن قسمان:

أ – قسم صالحات قانتات حافظات(إيجابيات) .
ب – وقسم ناشزات عاصيات متمردات(سلبيات) .

القسم الأول : قسم صالحات قانتات حافظات(إيجابيات) : –

النساء( الإيجابيات) الكفء, اللآتي استجبن لحق (قوّامة) الرجل على المرأة
-في قوله تعالى:(فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)النساء/34
-بيان تفصيلي لحالة المرأة(الزوجة) الصالحة،والزوج القيوّم الناجح،والعائلة المستقيمة الرشيدة،في المجتمع الكبير الانساني والاسلامي،الذي طبق حكم(القوّامة)المبالغة،المعتمد على أساس الفطرة الإنسانية،والمنهج القرآني،والأساس الأخلاقي،وقد صورت لنا الآية الكريمة،الحياة العامة داخل الأسرة الإسلامية،التي تكون الزوجة المؤمنة الواعية, تحت رئاسة الزوج الكفء وحق قيمومته.
-فذكر القرآن الكريم من أهم صفات الزوجة المؤمنة الكفء، التي استجابت(لقوّامة)زوجها الكفء هو هذا الوجه الطيب المشرق من النساء الكفء،التي تصنع الحياة الأسرية السعيدة وتربّي التربية الرشيدة،وتحقق السكن الزوجي وتحرص على حفظ وحدة النفس الواحدة المتحدة إنها تمتلك ثلاث صفات رئيسة مهمة:
صالحات/قانتات/حافظات للغيب – (بما حفظ الله ) .
-انها صفات رئيسة للزوجة المؤمنة الكفء،تتفرع من حكم(القوّامة)المبالغة
-أولا:من صفاتهن:(إنهن صالحات):مستقيمات لائقات مدبرات ومقدرات وخلوقات وصبورات ومتواضعات،وموافقات مطيعات لأزواجهن, غير منحرفات وغير خبيثات وغير جاهلات وغير ساذجات،وهناك بعض النساء طيبات, ولكنهن بحاجة الى بعض المؤهلات ليكنّ صالحات،فإنهن صالحات(بالقوة)فعليهن ان يكن صالحات(بالفعل)وعلى أرض الواقع.

القسم الثانى : قسم ناشزات عاصيات متمردات(سلبيات) .

من النساء المغرورات السلبيات (عكس الصالحات) اللاتي رفضن الإستجابة لقوامة الرجل على المراة في قوله تعالى:(واللآتي تخافون نشوزهن،فعظوهن،واهجروهن في المضاجع واضربوهن،فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ” )

فهؤلاء العاصيات المتمردات المستكبرات, بغير حق على قوّامية الأزواج فهن نساء مسترجلات مترفعات غير صالحات متعاليات ناشزات. قال تعالى:(واللاتي تخافون نشوزهن)ولم يقل(واللاتي تعلمون نشوزهن)في البلاغة القرآنية حكم ولطائف كثيرة. كلمة:(تخافون نشوزهن): الخوف من النشوز في الآية الكريمة, لها دلالات كثيرة ومنافع كبيرة،فعلى الرجل ان ينتبه ويهتم بالأعراض الأولية قبل حلول الأمراض .
6 – مشاهد من تجسيد الرسول ( ص ) للقوامة مع زوجاته : –

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ” وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم ويوسعهم نفقة، ويضاحك نساءه حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يتودد إليها بذلك، قالت رضي الله عنها: “سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعدما حملت اللحم فسبقني فقال: هذه بتلك ويجمع نساءه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد ، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤانسهم بذلك، قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (أية 21 الأحزاب .

الرسول ( ص ) ومواقف من تجسيد مبدأ القوامة مع زوجاته :

1 – قامت السيدة حفصة رضى الله عنها بإعداد طعام للنبى ( ص ) فى قصعة من الفخار بها ثريد و لحم و أدخلتها للنبى ( ص ) فى بيت عائشة فغارت السيدة فخبطت الفخار فانكسر و كان ذالك أمام الصحابة بجمع النبى ( ص ) الطعام و قال للصحابة رضوان الله عليمه غارت أمكم وقال للسيدة عائشة أفسدت لحفصة القصعة فردى لها قصعة مكانها .

2 – كان هناك خلاف بين السيدة عاشة و النبى ( ص ) فقال لها النبى ( ص ) من تريدين أن يحكم بيننا أبو عبيد قالت لا قال ابوبكر قالت نعم فقال لها النبى ( ص ) أتقولين أم أقول قالت قل و لا تقل إلا الصدق فقال لها أبوبكر رضى الله عنه يا بنت أم رمان و هل يقول إلا الصدق فاختبأت وراء النبى و بعد إنصراف أبو بكر قال ( ص ) لقد حلت بينك و بينه فضحكت السيدة عائشة فرجع سيدنا أبوبكر وقال لهم أشركونى فى سلمكم كما أشركتمونى فى خلافكم .

3 _فقد كان صلى الله عليه وسلم يبادر فيتقرب من نسائه ، ويمازحهن ، ويتباسط
معهنّ فيدخل السرور إلى قلوبهنّ
هذا قوله لعائشة رضى الله عنها ” كنت لك كأبي زرع لأم زرع “
فقالت : يارسول الله ، بل أنت خير من أبي زرع .
قال صلى الله عليه وسلم :” نعم ، فقد طلّقها ، وإنّي لا أطلقك .”

4 – إجتمع نساء النبى ( ص ) لزيادة النفقة فأثقلوا على النبى ( ص ) فنزلت أيات التخيير و هى الأيات 28 , 29 , 30 سورة الأحزاب وذهب الرسول ( ص ) لكل إمرأة ليخيرها فبدأ بعائشة و قال سأعرض عليكى أمرى فانظرى ماذا ترى و أستشيرى أبويك و تلا عليها الأيات فقالت رضى الله عنها أفى ذالك إستشير أبى و أمى بل أختار الله ورسوله والدار الأخرة .

5 – موقف الرسول ( ص ) من حادث الإفك الذى تعرضت له السيدة عائشة عندما أشار عليه علي بن أبي طالب أن يُطلِّقها، والنِّساء غيرها كثير، وأن نبي الإسلام [صلى الله عليه وآله وسلم] لم يتخذ موقفًا جادًّا من عائشة بل كان يزورها، ويسأل عن حالها، مع حزنه وغيرته لما يتكلم به عنها، ثم قال لها في نهاية الأمر: «أما بعد، يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة، فسيبرئك الله، وإن كنت ألْمَمْتِ بذنب، فاستغفري الله وتُوبِي إليه، فإنَّ العبد إذا اعترف ثُمَّ تَابَ، تَابَ الله عليه”.
وفي موقفه – صلى الله عليه وآله وسلم – قبل نزول الوحي عليه ما يُوضِّح العظمة النبوية، ويُبيِّن كمال هذه النفس على نحو غير معهود من أمثاله في مثل هذه الحادثة،
وذلك النحو التالي:

فهو الزوج الذي يضره هذا الحديث الذي يسير في أحب الناس إليه، وهو الْمُنْصِف الذي يزور زوجه ليقف على حالها ويطمئن على صحتها، ولا يلغي من حسابه ما سلف
من سيرتها وعِشْرَتَها .

6 – حضرت السيدة سودة رضى الله عنها للنبى ( ص ) فى بيت عائشة و أتت السيدة عائشة بطعام للنبى ( ص ) فأكل و قالت لسودة كلى فقالت لا أكل فكررتها ثلاث فقالت السيدة عائشة كلى ة إلا لطخت وجهك به فلم تأكل السيدة سودة فلطخت السيدة عائشة وجه السيدة سودة و قال لها الرسول إقتصى منها و ضحك النبى ( ص ) ففعلت السيدة سودة وسمعوا صوت سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال النبى ( ص ) عمر عمر قوما و أغسلوا وجهيكما فتعجبت السيدة عائشة من هيبة النبى ( ص ) لسيدنا عمر.

الخاتمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »